الاثنين، 28 فبراير 2011

السياسة "الصهيونية "الحكيمة

 الحجة الكبرى والميزة الفريدة التى يلقيها فى وجهك أى عضو من أعضاء الحزب الوطنى عندما تنتقض الرئيس السابق حسني مبارك  أثناء حكمه وحتى الان هي (سياسته الحكيمة )التى جنبتنا الحروب والإحتلال  تعالوا بنا نرى ما يمكن ان يفعله الإحتلال فى أى دولة محتلة:-
  • إستباحة أرواح المواطنين 
  • إستيلاء الأجانب على أراضي الدولة 
  • إستباحة أعراض المواطنين 
  • نشر الفقر والإستيلاء على ثروات  الدولة  
  • نشر الفتنة بين فئات المجتمع 
  • نشر الجهل والتخلف وإفشال التعليم 
  • نشر الفساد والقضاء على القيم الأخلاقية للمجتمع 
  • تشريد وتجهير المواطنين ومحاولة القضاء على إنتماء المواطنين لوطنهم 
  • نشر الأوبئة والأمراض وتدمير صحة المواطنين 
  • تهميش الدولة وفصلها عن جميع إنتماءاتها  القومية والدينية 
فلنتأمل النقاط المذكورة.  هل نجد بينها شئ لم يتم تنفيذه فى مصر  من قِبل حسني مبارك وأتباعه من أعضاء الحزب الوطني  الخائن؟ . أنا طبعا لا أدعوا للحرب لكن هناك قيادات عربية  كثيرة تخلت عن القومية العربية والقضايا الاسلامية ولكن مع ذلك أستطاعت ان تحافظ على شعبها واستغلت فترة السلام لتبني مجتمعاتها وتتطور اقتصادياً وحضارياً .هم  باعوا قيمهم لكن باعوها  بثمن غالي ولكن حسني مبارك باع قيمة مصر وقيمها بالرخيص .  أنا أظن أن الفساد فى مصر لم يكن مجرد نتيجة من نتائج الحكم الديكتاتوري . الفساد كان الهدف وليس النتيجة  ماحدث فى مصر هو إحتلال  صهيوني(أمريكي إسرائيلي) أستطاع  السيطرة على مصر وتهميشها والقضاء عليها تدريجيا. إحتلال  رخيص غير مكلف لمصر تم دون  ان تراق قطرة دم واحدة من جندي صهيوني .سعوا  الى تدمير  المواطن المصري صحياً ونفسياً واخلاقياً ودينيا ًوعلمياً الى درجة ان  مدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية  السابق وهو يصف انجازاته  اعلنها بكل وضوح حين قال :(أما في مصر الملعب الأكبر لنشاطاتنا فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979 فلقد أحدثنا الإختراقات السياسية والأمنية والإقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع ونجحنا في تصعيد التوتر والإحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الإهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية لكي يعجز أي نظام يأتي بعد مبارك في معالجة الإنقسام والتخلف المتفشي في مصر ..)

كل هذا تم بمساعدة الخونة الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن وبقائه .سلموا الوطن للتجار فعاثوا  فيه الفساد ولم يتركوا  قَيمٍ او نفيث الا باعوه .فعلها التجار  كما فعلوها  سابقاً  بمصر فى عهد الفاطميين  مما أدى بالمصريين الى مجاعة اضطروا فيها ان يأكلوا  بعضهم كما ذكر المقريزي فى كتابه (إغاثة الأمة بكشف الغمة) و لم تكفهم ثلاثة عقود  هدموا فيها مصر فسعوا الى توريث مصر لفرعون (مصَهين) آخر فيكمل ما بدأه أبيه . ولم يكف الصهاينة أن تكون مصر تحت سيطرتهم  بل سعوا  الى أن يدمروا مستقبلها وراحوا يدبرون المؤامرات من حولها بعد ان هانت فى أعينهم  وبعد أن سلمها لهم  أحد أبنائها فأرادوا ان ينزوعوا منها النيل وهي هبة النيل  وأثاروا الفتنة فى الشقيقة السودان فقسموها ليقيموا دولة صهيونية أخري قريبة من مصر وتطل على شريان الحياة فى مصر  (النيل) وتساعدهم مستقبلا فى إحتلال مصر  كلياً  بعد أن تضعف نهائيا ولا تسطيع ان تدافع عن نفسها .

لكن شاء الله أن يفسد خططهم وتقوم الثورة قبل أن يصل حال مصر الى ما وصلت اليه فى عهد  مجاعة الفاطميين وقبل ان تكتمل خططهم  الصهيونية فرغم كل محاولاتهم لتدمير  المواطن المصري إلا انه قام وثار ودافع عن وطنه وسعى لتحريره.  لذا أرى أن الثورة لابد أن لا يكون هدفها فقط هو التخلص من الفساد وتحقيق الديمقراطية إنما أيضا التخلص من التبعية للصهيونية  ورجوع مصر الى القيام بدورها الرائد عربياً واسلاميا ًليس دفاعا عن الاسلام و العروبة فقط وإنما دفاعا عن مصر أولاً . فقدأثبتت التجربة  خلال الثلاثة عقود السابقة أن مصلحة مصر هى أن تقود  الأمة العربية والإسلامية وتتبنى قضاياها  وليس أن تكون مجرد دولة  سلبية مهمشة  وهذا ما تنبأ به العبقري جمال حمدان حين قال:(مصر اليوم إما القوة أو الانقراض إما القوة وإما الموت! إن لن تحقق مصر محاولة قوة عظمي تسود بها المنطقة فسوف يتداعى عليها الجميع يوما ما "كالقصعة" أعداء وأشقاء وأصدقاء أقربين وابعدين ) وقد تحقق ما تنبأ به فقد تداعت علينا الأمم اقربين وابعدين . ان مصر الأن تحتاج الى قيادة وطنية  تعرف قيمة مصر وتدافع عنها وعن قضاياها  وقضايا الامة العربية والاسلامية  هذا ما أدركه العبقري جمال حمدان  وادركه ايضا  جمال عبد الناصر الذى سعى الى ان تكون مصر رائدة وقائدة عربياً (لمصلحة مصر اولاً )وساعد  جميع الشعوب العربية لتثور على القيادات الخائنة والسلبية لدرجة انه استخدم جيش مصر   لتحقيق ذلك  ولقد عانى كثيراً للتخلص من تلك القيادات لكن الان المجال مفتوح لمصر حتى تعود لمكانتها  فالشعوب العربية الان تثور وتخلع قياداتها الفاسدة  وحدها  ليس  علينا الأن إلا ان نتقدم . لذا أرجو  أن يقوم الجيش بدوره المرجو   منه ويحقق الديمقراطية المطلوبة  بل ويكون مدافعا عنها مستقبلاً وان  يساعد مصر فى أن تخرج عن التبعية  وتعود الى ريادتها وعلى الشعب المصري ان يدرك قيمة الديمقراطية  ويتخلى عن جميع السلوكيات والصفات السلبية التى ألجمتنا وأضعفتنا لثلاثة عقود  . أخرجوا مصر من التبعية والا ضاعت فمصلحة مصر لن تلتقى ابدا مع مصلحة الصهيونية .اما القوة واما الموت .

احمد نصير