الاثنين، 29 ديسمبر 2008

غزة - دماء تسيل - وأرواح تزهق


دماء تسيل











من ينصر الضعيف حين ناداه




من يمسح دمع الطفل الذى فقد مأواه





من ينير لهم الطريق بعدما تكالبت عليهم الامم











من يقول لهم نحن معكم بعدما وضعوا فى كفة والعالم كله فى كفه اخرى



نحن معكم بالقول ام بالفعل ام اننا نعشق الشعارات هل تبرعت بالدم من اجل الجرحى .
.
.
.
هل تبرعت بالدواء
.

.


.

هل دعوت الله بان ينصرهم فى قضيتهم

.

.

.
هل قاطعت اعدائهم أم انك ممن تمول اسرائيل بالمال







انهم ينادوننا فهل من مجيب






قانا
ونابلس
ودير ياسين
وغزة



ومازال القتل مستمر ........
.
.
.
.
؟؟؟؟؟؟؟؟


الأحد، 28 ديسمبر 2008

صرخة فى كارثة : لبيك غزة لبيك فلسطين لبيك أقصانا

















صرخة فى كارثة : لبيك غزة لبيك فلسطين لبيك أقصانا







أيها الشعب الفلسطيني الجريح قتلوك و تأمروا عليك أهدروا دمك بسلاحهم وتنازلوا عن شرفك بسياستهم البغضاء و تنازعوا فى نزع ما بقى من شوكتك وأعانهم على ذلك شركاء فى الدم والأنفس وها هي وعودهم وها هي اتفاقيات السلام المزعومة تهتك كل يوم وها هو السلام المزعوم يقتلونه كل يوم مرات ومرات




الرد على قتل اسرائبلى وجرح 4 تكون بقتل300 وجرح 700آخرون ها هي المقاييس فى سلامهم المزعوم وها هي حصيلة اتفاقياتهم المغلقة لك الله يا شعب فلسطين الأبي أشلاء وجثث مكتملة أو ناقصة حمامات من الدماء تسيل وتقطر معها أطنان من الأسى والشفقة

شعوب العالم تصمت بين مؤيد ورافض وممصمص لشفاهه وحكام العالم تشجب وتدين وتصهين وللمشروع الصهيوني تؤيد وتبارك و تستكين ماذا كسب الشعب الفلسطيني من العرب غير أن الكل يتاجر بقضيتهم ويتفاخر بالحديث عنهم


إنها " مجرد بداية" هذا أول تصريح لهم فالعالم الولايات المتحدة فى معزل من هذه الأمور وتغض الطرف عن قصد وتلقى باللوم على حماس وصواريخها أو تحت وطأة انتقال السلطة إلى باراك أوباما وباقي الدول التي إن عظمت ستدين ما يحدث وتدعو لضبط النفس وحتى لن تستطيع إصدار قرار بهذا بسبب هذا الفيتو اللعين

السلطة الفلسطينية لم تترك مقعد إلا وبحثت فيه عن السلام ولكن اى سلام يتقاتلون يوميا ويرفعون على بعضهم السلاح والاتهامات والرابح الوحيد هو إسرائيل أوقعوا بينهم الفتنة والبغضاء وحتى العرب أنفسهم يحملون حماس المسؤولية على ذلك يطالبون بنزع سلاحهم ويلقون عليها اللوم فيما يحدث وأقسمت بالله لو تركوا سلاحهم ما بقى احد منهم يوما بعده ولقضى على البقية الباقية منهم تباعا

إنها الوقيعة بينهم والتي بلغت ذروتها منذ انتقال عرفات إلى الرفيق الأعلى وتولى محمود عباس للسلطة خلفه ما زلت أتذكر الراحل ياسر عرفات وهو يقبل رأس الشهيد احمد ياسين مباركا له ثباته ومدعما له مطولاته

وفرح محمود عباس بجولاته المكوكية فى شتى بقاع الأرض دون عائد على شعبه إلا مجرد خروج البعض من السجون والمعتقلات التي انتهت إحكامهم ولا يمثلون اى عائق على إسرائيل وان رغبت هي لملئت سجون الأرض ومعتقلاتها منهم ليذهب عباس إلى حيث شاء وليترك القضية كما استلمها ويبتعد عن هذا الزيف الذي يوهم نفسه به


فلا سلام ولا اتفاقات ولا منطق إلا القوة هذا ما أثبتته الأيام وليست حماس وحدها لتقم أيها الشعب العريق الابى ولا تتوقف لتصمد أيها المقاتل الفلسطيني وليمت أصحاب الضمير الخائن ولينام العرب ولنعلن وفاتهم جميعا

ما بين يشجب ويدين ويدين يشده تتراوح مواقفهم وان أعلنوا الاجتماع فقد اتفقوا من قبل على ألا يتفقوا فلم التعب والاجتماع الشعوب العربية ملت من الضعف ومن الاستكانة و من السكوت المهين
انهم يسعون لتدمير قطاع غزة و يدمروا منشأته الحيوية ليجعلوه حالك الظلمة بالغ الفقر كسيرا فقيرا انها سياسة التذلبل والتجويع التى يتبعونها حتى حكامنا دابوا على استخدامها

دعوهم يقاتلوا بشرف ولا تخونوا قضيتهم دعوهم ينتفضوا لعل الحجارة تزيل صدأ قلوينا وأسلحتنا التي باتت تلعننا كل يوم لكن لا تكبلوهم ووسط النيران تلقوهم دعوهم يموتوا فى شرف مثواه الجنة وأبعدوهم عن تناحر داخلي وقتال مثواه النار

يأمة تمللت من صمتها الامم فتشوا عن اوراقكم ابحث عن قوتكم ابحثوا عن هويتكم علكم تجدون منها بقايا

بقلم / محمود شلاطة



الخميس، 18 ديسمبر 2008

التسليح العربى وموازين القوى



http://www.airssforum.com/showthread.php?p=181849#post181849

المعهد العربى للدراسات الاستراتيجية

التسليح العربى وموازين القوى

تنامى الى الأفاق أنباء إتمام الصفقة الخاصة ببيع القاذفة F35 الى اسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية بعدد 25 قاذفة مع تزويد إسرائيل برادار متطور يستطيع مسح السماء الاسرائيلية وعلى امتداد 2000 كم والمتوقع زرعه فى صحراء النقب ويقوم على استخدامه وتدريب الجنود عليه خبراء أمريكيون فى واقعة لم تتكرر كثيرا


وكعادة إسرائيل تسعى الى الإحتفاظ بكوكتيل من الأنظمة الهجومية والدفاعية الموجوده فى العالم سواء من الولايات المتحدة أو من دول أوربية والصين فى صفقات رسمية أو سرية او عن طريق سرقتها أ وتطويرها وعن طريق علمائها الذين فردت لهم ميزانية خاصة كل عام للتطوير والبحث واستحداث كل ما هو جديد كـ أريحا 1 & أريحا 2 & بوب أي التوربيني

فمن الجلي في موازين القوى حصول القوات الإسرائيلية على أسلحة من شتى دول العالم فى تفاوت ماهر لتسبق به التسليح العربى فى المنطقة على وجه الخصوص مع عدم تناسب واضح بين مساحة الأرض وحجم الترسانة التي تقوم على حمايتها حتى وان لم يثبت ذلك فى حرب الـ33 يوما فهذا لسببين أولهما أن إسرائيل كانت تحارب جيش غير نظامي (أشباح ) والثانى أنها تعد العدة للمعارك التكنولوجية الخاطفة فملكت الأسلحة التي تدمر مدن وجيوش نظامية ولم تتوقع أن تنجر إلى حرب برية ولذا فهي تتفادى هذا الخطأ الآن بالخطة تيفن. كما أنها سارعت بالتوسع فى الإنفاق الحكومي على وزارة الدفاع كما أبرمت العديد من الصفقات مع الحكومة الأمريكية مع السداد الطويل الأجل

فمرورا بالغواصات الأخيرة التى وهبتها لها ألمانيا والقنابل العنقودية الذكية من الولايات المتحدة أو التى طورتها هى او المنح الفرنسية ناهيك عن الترسانة النووية الوحيدة الجاهزة للاطلاق فى الشرق الأوسط كل هذا بالإضافة الى مقاتلات F22 &F16I & F15 I وعدد ألف قنبلة ذكية من نوع GBU-39

فماذا عن المقارنة بالجانب العربى ؟؟؟

سباق التسليح لديه لا يعدو كونه ضخ كميات من الأسلحة عديمة الفائده الى الدول العربية سواء من الولايات المتحدة او من فرنسا او الصين مع ثبات نسبى فى تطوير الترسانة الحالية إما لنقص خبرة وعلم أو نقص أموال ومن الطبيعي أن لا احد سيمنحك الأسلحة المتطورة بلا أهداف استرتيجية له بالمنطقة

وان كانت الولايات المتحدة قد منحت اسرائيل المقاتلة F35 المقرر لها ان تدخل السلاح الجوى الامريكى فى 2014 فى مقابل أن تغض إسرائيل الطرف(اللوبي الصهيوني بالكونجرس ) عن صفقة أسلحة للسعودية والامارت فما هو المدى الذى من الممكن أن تمنحه امريكا لدولة عربية وما المقابل إن حدث ذلك؟

و هل تغنى الترسانة العربية فى مقابل الترسانة الاسرائيلية ام ان ميزان التسليح الاقليمى يشير الى رجوح كفة عن كفة ؟

واذا كانت اسرائيل تجيد الضغط على امريكا فالى اى مدى توافق امريكا على جعل الدول العربية يمتلكون السلاح المتقدم ومنهم الكثير ان لم نقل جميعهم يستخدم السلاح الامريكى بل ان من دول الخليج العربى ما تدين له الولايات المتحده بالكثير من عوائد النفط .

ام ان الحساب فى هذه المسالة يتجاوز مسألة النقد والعملة وحتى اذا كان جورج بوش يفاوض الكونجرس لبيع العرب أسلحة بـ 20مليار دولار وفرنسا تحاول بيع ليبيا أسلحة بـ400 مليون دولار وروسيا تجاهد لابرام صفقة مع الجزائر وايران اليست هذه دعوات لتكديس الأسلحة ونزف موارد الدول العربية و جرها الى تعديل موازنة التسليح لتنال من موازنات التعليم والبحث العلمى

لاشك ان هناك الكثير من الدعايا للترسانة الاسرائيلية والتى تحرص على اشاعتها لبث روح اليأس الداخلى بين الشعوب العربية والجزء الاخر لدفع الدول العربية على السعى وراء التسليح منفقة بذلك الكثير من المال على التسليح و دافعة لها الى تقليص موازناتها الاخرى من تنمية وخلافه

لكن على الدول العربية عدم الوقوع فى هذه الفخاخ والتروى والحكمة بين امتلاك اسلحة كافية لادارة المعارك و الحماية من أي اعتداء خارجي وبين تنمية واذدهار من بحث علمى وخلافه فلا تميل كل الميل على جهة وتترك الأخرى ولا مانع من وجود أي سلاح طالما انه فى نطاق حماية وأمن الدول العربية كما إن سلاحها الأقوى هو التطوير العلمي بها فهذا ادعى إلى الأمن الحقيقي كما انه على الدول الحرص على رفع الروح المعنوية لشعوبها بلا كذب او ايهام عن طريق الاساليب الفعلية لان الحرب النفسية بلغت أوجها في الفترة الأخيرة . وهذا دعي الكثيرون إلى تصديق كامل لما يقال دون وعى أو حكمة .

بقلم / محمود شلاطة

mahmoud_shalata@yahoo.com

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

رسالة وداع - حذاء

رسالة وداع - حذاء


محمود شلاطة

12/15/2008 9:55:00 AM

رسالة وداع من مواطن صحفي عراقي إلى رئيس أكبر دولة فى العالم بعدما أعلن اعترافه بأن تدميره لدولة العراق كان وفق معلومات خاطئة وبعدما جاء ليوقع اتفاقيته الأمنية المزعومة بكل أسرارها وبعد تدمير

شعب وتأخيره إلى الوراء مائة عام واستولى ونهب خيراته ثم جاء ليودعهم قائلا سوري

إلا أن بوش وفى زيارته المفاجئة قد فوجئ بحذاء صحفي يطير فى وجهه . بوش الذي ملك رد فعل سريع ولياقة

أنجحته فى صد الهجوم والذى ظنه فى البداية مزحة إلا انه فوجئ بالفردة الثانية ليتنحى مرة أخرى لتنال من هيبة العلم الأمريكي الذي يتوسط علمان للعراق قد يقولون أن هذا تفريغ لشحنات الغضب الداخل

ي لدينا وقد يقولون ده اللي إحنا شاطرين فيه وقد يذهب الصحفي إلى سجن أبو غريب أو يقتل فى أحداث غامضة أو ربما يذهب وراء الشمس

وربما يضرب بوش مصنع الأحذية بدعوى وجود أسلحة دمار شامل بداخله خصوصا أنه قد نجح فى معرفة مقاس الحذاء

كما أنه سيأخذ احتياطه المرة القادمة بدخول الصحفيين حافين الأقدام منعا لتكرار ذلك

لكن كل ما يهمنا أن يسجل التاريخ على هذا الرئيس هذه اللحظة التي انخفض فيه

ا جورج بوش احتراما للحذاء ويعيدها دوما حتى ولو كانت الضربة رمزية لكنها تمثل جزاء بسيط لهذا ا القاتل المجرم ولهذه السياسة البغيضة وتكون رسالة للقادمين لسدة الحكم

إلا أننا وجب أن نسلط الضوء على الايدى التي حاولت صد الهجوم على بوش- ( المالكي ) والآخرين الذين طوقوا الصحفي العراقي منتصر الزايدي وانهالوا عليه بالضرب وأسالوا دمه مجاملة للرئيس بوش و اثروا أن يخدموا - أو - أخذتهم الشهامة كما نقول - فكما يوجد من يفور دمه لما يحدث فى عالمنا العربي هناك أيضا وضع دمه فى الثلاجة و تبرأ من ماء وجهه

تحيتي إلى مراسل البغدادية الأبي منتصر الزايدي ولنقم لنودع بوش كما ودعه منتصر

بقلم / محمود شلاطة


Mahmoud_shalata@yahoo.com

http://pulpit.alwatanvoice.com/content-153157.html

دنيا الرأى الفلسطينية

http://www.shbabmisr.com/?xpage=view&EgyxpID=16974

جريدة شباب مصر

الأحد، 7 ديسمبر 2008

موضوع اعجبنى/ التفسير الخاطىء لتراجعنا




التفسير الخاطئ لتراجعنا


- عبدالله العليان - المعهد العربى للدراسات الاستراتيجية




من التفسيرات المعروفة في عالم الطب النفسي، أنه عندما يجد الطبيب أمامه مريضاً يشكو من عقدة نفسية متأصلة ناشئة عن عقدة معينة وقعت في عالم الطفولة، يقوم الطبيب الذي يعالجه بمحاولة تذكير المريض استعادة تلك الحادثة معدداً له العديد من الأمور التي عادة ما تحدث للإنسان في الطفولة سواء في مرحلة مبكرة أو في السنوات التي تليها بهدف تقويم الذاكرة بتلك الحادثة كنوع من التحليل النفسي، كما يعبر عن ذلك الكاتب فكتور سحاب في هذا المضمار، فالذي يراه الطبيب في هذا الشأن هو أن الحوادث الجسيمة حينما تحدث أمام طفل لا يقدر على تفسير الأسباب والنتائج تترك في عقله تفسيراً خاطئاً للأحداث فيعتمر هذا التفسير الخاطئ في نفسه ويتحول إلى عقدة نفسية لا تلبث أسبابها أن تنزوي في اللاوعي.وعندما يصبح الطفل رجلاً بالغاً قادراً على تفسير الحوادث كالتي سببت له عقدة نفسية فإن هذه العقدة تظل متمكنة منه إلى أن يساعده الطبيب على تذكر الوقائع التي سببتها، فإذا ما عاد إليها وتذكرها أحسن تفسيرها من جديد وعاد إنساناً سوياً بلا عقد قادراً على مواجهة المستقبل والحاضر بنفس سليمة، فلو سلكنا منهج فرويد وحاولنا بدلاً من استخدام هذا المبدأ في الحالات الفردية استخدامه في الحالات الجماعية المطروحة لتعين، كما يقول فكتور سحاب، أن نتصرف بعمق وصدق إلى تذكر ودراسة لتاريخ الاستعمار الأوروبي العسكري والاقتصادي الذي استولى على البلاد العربية تدريجياً منذ مطلع القرن الماضي.. ذلك الحدث الجسيم الذي هز الثقة بالنفس وأنماطاً من التفكير والعيش عمرها قرون، فتجد أن وقائعها الخطيرة حدثت في ظروف قصور حضاري تماماً مثلما تقع حوادث أمام ناظري طفل، مقارنة بالتقدم الذي أحرزه الغرب في فترة تخلفنا نحن لأسباب معروفة.. حيال هذه الصدمة جلسنا نعتبر في محاولة لتفسير هزائمنا العديدة وأدى بنا القصور في النضج الثقافي الفكري والتاريخي وقتئذ إلى تفسيرات شتى للهزائم وهي خاطئة بالمرة.وكان أخطر مافي هذا التفسير للهزائم المختلفة وأعمه ضرراً الاعتقاد أن أوروبا إنما هزمتنا لأسباب تتعلق بشخصيتنا الحضارية وإننا لو تشبهنا بالأوروبيين ونزعنا عن أنفسنا ملامح العروبة أو الانتماء إلى الإسلام وما إلى ذلك لأمكننا أن نتخلص من أثقال جسيمة، ولانطلقنا في مسار القوة والتحضر والترقي بلا عائق.وانتشر هذا التفسير الخاطئ للهزيمة في كل نواحي حياتنا الحضارية والثقافية في عقود مختلفة وصدق بعضنا تلك الأوهام التغريبية من منطلق الهزيمة النفسية وبعضها انسلاخ من كل شيء، فأصبح سبب الهزيمة هو اللغة العربية “المقعرة والخطابية الرنانة والنازعة إلى الشعر التقليدي”، وأصبح سبب الهزيمة هو اللباس العربي “غير العملي والذي يكبل القدرة على الحركة النشطة”، واصبح سبب الهزيمة هو الحرف العربي “الذي يحول دون قدرة قراءة الأوروبيين لغتنا”، وأصبح سبب الهزيمة هو التمسك بالدين الذي “يحد من قدرة العلماء على البحث الحر”، وأصبح سبب الهزيمة هو فنوننا الشعبية التقليدية “التي تختلف ولا تتلاءم مع البوليفونيا الأوروبية”.وغيرها الكثير من التفسيرات، والعجيب أن الكثير من شعوبنا تخلت عن اللغة العربية واللباس العربي والحرف العربي وانسلخت من التدين ومع ذلك فإن هزائمها ازدادت مع كل ابتعاد عن هذه المقومات الشخصية، والشواهد كثيرة إذا أردنا التمعن والتدقيق في حياتنا الشخصية والتدقيق في حياتنا المعاصرة.لكن الأصح أن نخطو مثل المريض النفساني خطوة إلى الوراء لاستذكار احتكاكنا بالغرب ولنحلل من جديد كل التأثيرات النفسية التي أصابتنا نتيجة لذلك، حتى نتمكن من فهم عقدتنا التاريخية تمام الفهم ونزيلها من نفوسنا عندئذ فقط سنتمكن من التعاطي مع الحضارات الأخرى.إذا كان الالتصاق بالأرض وتنظيمها من أجل تحقيق أكبر قدر من ضمانات الإشباع مأكلاً ومسكناً وملبساً وجنساً هو الهدف الأوحد للحياة، فإن النمل والنحل ودودة القز ستغدو بلا شك أذكى المخلوقات لأنها تعرف بغريزتها التي أودعها الله فيها كيف تحقق هذه الضمانات بأكبر قدر من الجهد والتنظيم والإنجاز.ومن منا لا يعرف قدرة هذه الحشرات الثلاث على الإنتاج وتنظيم العمل والبناء، لكن الحياة البشرية ليست إشباعا للضروريات فحسب، إن هذه مسألة مفروغ منها، متفق عليها بين كافة الذين يريدون معالجة هذه الحياة بشكل واقعي جاد، إلا أن هناك أيضاً أهدافاً أخرى وراء الحدود الدنيا من الإشباع والتطمين للضروريات كما يقول د. عماد الدين خليل، فهناك القيم والمثلوالمبادئ والعواطف والوجدانيات والأشواق والمطامح الدينية والجمالية والأخلاقية.إن الروح البشرية تحن دوماً هي الأخرى إلى الاشباع، والنفس البشرية تميل دوما إلى تحقيق منازعها والاستجابة لدوافعها التي تتجاوز العواطف والطعام والشراب. وإذا كان التنظيم المادي الذي تتفوق فيه علينا أصغر الحشرات لحكمة يعلمها الله سبحانه، فإن هناك جانباً لا يقل أهمية وخطورة إن لم يفقه بكثير ذلك هو الجانب الثقافي من الحضارات بكل ما يتضمنه من قيم ومبادئ ومنازع تتجاوز نطاق التعامل المباشر مع التراب.وهذا الجانب هو الذي يمنح الحضارات لونها وشكلها ويهبها شخصيتها المستقلة، وبهذا يتنوع التاريخ البشري، ويتألق بالتغاير والاحتكاك حسب ما يبديه الباحثون بهذا الصدد.فماذا لو جعلت الحضارات البشرية همّها الأول والأخير إنتاج مقادير أكبر من الطعام وبناء مجمعات سكنية أكثر، ونسج مساحات أوسع من الملابس هل يمكن أن يكون هناك تمايز حضاري ؟سيكون هناك تغيير كمي فحسب، هذه الأمة تنتج حنطة وشعيراً أقل من تلك بنسبة خمس وثلاثين في المائة، وتلك الدولة تقذف إلى الأسواق بمنسوجات تفوق الدولة المجاورة حسب احتياجات ومتطلبات هذه الشعوب أو تلك.ليس ثمة تمايز أصيل في شخصية الحضارة، في لونها وطعمها ورائحتها، وماذا تكون قيمة التاريخ البشري لو افتقد هذا التمايز الأصيل؟إن الذي ميز الشرق عن الغرب، والهند عن الصين، وعالم الاسلام عن عالم أمريكا أو أوروبا ليس مقدار ما تبنيه أو تنجزه أو تنسجه، لكن كيف تحب كل أمة من هذه الأمم أن تؤدي واجباتها الذاتية وفق قيمها وثقافتها. كيف تكتب أشعارها وقصائدها وفلسفاتها وكيف تفكر في مصيرها ومستقبلها حسب ما تمليه وجدانيات مشاعر أمتها؟فالاهتمامات الكبيرة هي تلك التي تتجاوز شد الأرض وضروراتها على قوة هذا الشد وثقل هذه الضرورات وأهميتها القصوى، تتجاوز إلى الآفاق الرحبة الممتدة التي جاءت بها الأديان على وجه الخصوص لتقود البشرية إلى الطريق السوي القويم.ومن دون هذه الحرية سوف لن نفعل اكثر مما تفعله دودة القز وهي تنسج الحرير ومجمعات النمل وهي تخزن الغلال لأيام الشتاء، وممالك النحل لتبني خلاياها وفق هندسة معمارية غاية في الإتقان.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

هل تجيد الدولة إدارة مواردها ؟

منشور بجريدة شباب مصر
http://www.shbabmisr.com/?xpage=view&EgyxpID=16856







"علينا أدارة مواردنا بكفاءة لنضمن مستقبل أجيالنا القادمة"

محمد بن راشد أل مكتوم-حاكم دبى

موارد الدولة ورأس مالها مصدر قوتها فى تسيير أمورها وأمور شعبها فما هى الطريقة المثلى لادارة هذه الموارد ولاسيما ان كانت موارد ناردة ذات عمر افتراضى معين فلزم استغلالها استغلالا أمثلا فيما يفيد الدولة ويفيد تحقيق مصالح شعوبها و لاشك أن الدولة باعتبارها ممثلا للشعب فى اتخاذ القرارات هى ممثلة له فى التعاقدات مع الدول الاخرى و فى التبادل وعمليات البيع والشراء والاستثمار و التبادل فما هى مواصفات دور الدولة فى بيع موارد الدولة ؟

ان على كل دولة أن ان تضع من الخطط والسياسات التى تعينها على الاستفادة القصوى من كل مواردها بما يحقق لها أقصى مقدرة على تغطية التزاماتها وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها وتحقيق جانب الرخاء المطلوب لهم وكل هذا لا يتحقق الا بادارة واعية حكيمة لكل مورد من مواردها و اكتشاف الجديد دوما لاستخداماتها والتخطيط الواعى لاطالة عمر هذه الموارد

فقلة الموارد من الطاقة أجبرت اليابان على الخروج من الهند الصينية أبان الحرب العالمية الاولى كما أن الخوف من انتهاء البترول هو أحد أسباب حرب امريكا على العراق ونقص الطاقة أحد أسباب القلق فى الكويت

كما أنه وعلى الرغم من قفزاتها الكبيرة اقتصاديا يقف نقص الموارد البيئية عائقا امام نمو الصين كدولة أوشكت ان تكون عظمى و نقص الموارد البشرية فى الخليج يمثل مشكلة اخرى لها الكثير من التوابع كما ان خمس سكان العالم يعانون من نقص المياه أليس كل هذا أدعى الى التخطيط لاستخدام الموارد المتاحة


وقد تتعلل بعض الدول بفقر مواردها وقلتها فى عدم تطورها الاقتصادى لكن ماذا عن اليابان التى تعتبر فقيرة جدا من حيث الموارد الا انها بالتخطيط الجيد فى الاستخراج والتشغيل الامثل وحتى فى الاستيراد قد تحولت لأكبر قوة صناعية وتكنولوجية

وموارد الدولة تتضاعف اهميتها مع استخدامها الاستخدام الامثل فالطن من الالومنيوم الذى ينتجه مصنع الالومنيوم فى نجع حمادى يكفى لتصنيع مجسم طائرة لنقل الركاب وشتان بين سعر هذا وتلك

لكن يثور سؤال وهو ما هى اولويات الدولة عند ابرام تعاقدات طويلة الاجل وما هى شروط التعاقد التى تقوم به الدولة الحكومية التى تكون الدولة ممثلة لها مع طرف اجنبى وفى مصلحة من تصب هل هى لصالح الشعب أم الدولة فالحكومة المصرية فى قضية تصدير الغاز لاسرائيل وبعد الحكم الصادر من المحكمة الادارية بوقف التصدير فى 18 نوفمبر الماضى هل تستأنف الحكم دفاعا عن الاتفاقية مع اسرائيل ام ترضى بالحكم دفاعا عن الشعب وماذا لو أن هناك غرامات أليس من الاولى التخطيط قبل الوقوع فى مثل هذه الغرامات أما اننا اعتدنا دفع الغرامات كغرامات مصنع الكيماويات (أجريوم ) بدمياط وهل تلقى بالاعباء على الحكومات المتعاقبة وتثقل كاهلها بما لا تتحمل وأين التخطيط لادارة الموارد من بيع الغاز بسعر من 75 سنت الى 1,5 دولا لفترة وحتى نضوبه وكيف يتم تغطية الالتزام بعد ذلك مع تأكيد الخبراء بعدم كفاية الاحتياطى المصرى للاستخدام المحلى فقط حتى 2011 اليس اهمال واجرام

وعن رمال البرلس الغنية بـ 387 مليون طن من خامات الزيكرون والمونازيت التى تستخدم بالمفاعلات ومواد الروتيل والالمينيت المستخدم فى الصواريخ الباليستية مع العلم أنه ومع دعوى مصرى بانشاء مفاعل نووى سلمى فهى بحاجة الى مثل تلك المواد اليس سوء ادارة ونقص تخطيط

وما هو دور الدولة فى توريد وابرام عقود مع الدول الاخرى اليس الهدف الاول هو العائد على الاقتصاد فما بال هؤلاء يبيعونه بثمن بخس أتعمل حكومتنا من اجل دولتنا ام من اجل دولة اسرائيل ام ان موارد الدولة قد تكون سبيلا لأهداف اخرى كالتطبيع الاقتصادى ولماذا تم توقيع الاتفاقية فى الخفاء ولم يتم عرضها على مجلس الشعب لإقرارها ومن يسائل الحكومة على تبذير موارد الدولة وكان الاولى بها البحث عن العقود والاتفاقيات التى تحقق افضل تشغيل ممكن للموارد الحالية

وتحتوى الدول على ثروات ومصادر متفاوتة فهذه تملك صحارى وأراضى ومواد خام من فسفور وسليكون وتلك تملك حديد وفحم والاخرى تحتوى على مزيج من المصادر المعدنية والتزامات طويلة الأجل

يبقى دور الاجيال القادمة فى ثروات الدولة ومواردها كيف تكون هناك سياسة ملائمة لحفظ حقوق الاجيال القادمة من الثروات والمعادن وبما يضمن لهم أسس قيام الدولة وبما لا يحقق استغلال ونهب لثروات وخيرات البلاد ان على الدولة حماية أصولها والتخطيط الامثل لها لصحارى و ثروات ومعادن و مياه وانهار و غازات وبترول وان كنا نطالب الدولة الان بحسن ادارة موارد الدولة فما موقفنا من رغبة الحكومة فى توزيع اسهم الملكية العامة على المواطنين كهدايا فهل هذا تنازل من حكومتنا الرشيدة عن ادارة الموارد مع اعلان ضمنى عن فشلها فى ادارة الموارد والاصول أم انها وسيلة اخرى للتنازل والتخلى عن خيرات البلاد ؟

أم ان هناك اسباب أخرى ما زالت لم تطفو على السطح بعد

ان الدول العربية بحاجة الى ادارة مواردها أفضل ادارة متبعة فى ذلك احدث ما وصل اليه الاخرون من علوم وتكنولوجيا فى سبيل ذلك وعليها النظر الى مواردها على انها مصدر لحل المشكلات دائما ولا تنظر اليها نظر الربح العاجل وفى سبيل ذلك عليها تكوين فرق لادارة مواردها تكون مختصة وذات خبرة واعية بالاضافة الى خطط متجدده لادارة الموارد النادرة وتكرار مراجعة تكلفة الفرص البديلة لهذه الموارد باستمرار والعرض الدائم على الجهات المختصة لدراسة العقود والاتفاقيات الدولية أو الداخلية للتحقق من عدم اهدار الموارد وعدم بخس الدولة حقوقها ومن ثم الشعب مع ربط ذلك كله بـ ضرورة الحصر الشامل لكافة الموارد وما يستجد لذلك من تكليف لجان التخطيط والمتابعة بايجاد احسن فرص استثمارية لها قدر المستطاع

بقلم / محمود شلاطة