السبت، 31 يناير 2009

هل ستأكل ثمر الليمون ؟




من مكتبتي قرأت لك هل ستأكل ثمار الليمون؟؟؟


المدرب / عبد الفتاح محمود
عضو مؤسس بفريق " إنسان للتنمية البشرية"- ومدرب محترف معتمد cct معهد التنمية البشرية الكندي
حاصل على دبلوم البرمجة العصبية – حاصل على دورات الجودة - وكورسات إدارية وأشياء أخرى


طبق الليمون


هل إذا دعاك صديقك لتناول الغذاء لديه وكانت الوجبة الوحيدة على السفرة هي الليمون وهى عادة جميلة لصديقك يحبها وتعود عليها فهل ستأكل الليمون أم ستعتذر عنها ؟؟

لا شك انه مفيد ويزيد من مناعة الجسم لكن هل هذه الفوائد ستدفعك إلى أكل ثمر الليمون الحامض؟؟؟؟ بمعنى أخر هل هذه الفوائد تجعلك تضحى وتتحمل لاذع الطعم ؟

اعتقد نعم قد أتذوق منه حبة أو حبتين هذا فقط إن أردت عدم إحراج مضيفك أم أنك ستزيد عن هذا الحد

ثمار الليمون والصحراء

كان لديك الاختيار الأول أن تأكل مما قدمه صديقك أو لا لأنه بالإمكان طلب واجبة من الشارع أو الذهاب إلى بيتك لتناول وجبة

( هذا فى حال رفضك لدعوته ( لديك بديل قابل للتنفيذ .

الآن تخيل نفسك فى صحراء قاحلة وانه ميعاد تناول غدائك ولا يوجد لا ماء ولا غذاء وتوجد شجرة الليمون فى طريقك

فهل ستأكل منها وكم ستأكل وهل ستشبع جوعك من الليمون أم انك ستأكل منها قدر الحاجة ام اقل

لاحظ الآن

أن المعطيات قد قلت فلا تملك بدائل مثل أن تذهب لأقرب مطعم أو محل لتناول أطعمة أو مشروبات غازية
فالبديل أن تأكل من شجرة الليمون أم لا؟

ثمار الليمون والصحراء والتفاح

نأتي لمرحلة أخرى وهى أنك وأنت تمشى فى نفس الصحراء القاحلة وأنت عند نفس مستوى الجوع والعطش السابق

ووجدت شجرة تفاح وشجرة ليمون فإلى اى شجرة ستتجه وما الذي حركك أكيد ستتجه إلى التفاح فيغلب حبك للتفاح على حبك لليمون وقد يكون تفكيرك أوسع فتأكل حتى تشبع ثم تأخذ وجبة احتياطية معك

اللافتة والفرص المتاحة:

مرحلة أخرى من الصراع فى نفس الصحراء وهى انك وجدت شجرة الليمون وأنت على مستوى الجوع والعطش ووجدت بجانب الشجرة لافته مكتوبة عليه " شجرة تفاح على بعد 2 كيلو متر "

فما هو موقفك الآن وما هي الاختيارات البديلة ؟؟؟؟


إما أن لا تأكل من شجرة الليمون وتنتظر شجرة التفاح وأنت معرض أن تجدها أو لا تجدها
أو انك تأكل من شجرة الليمون حتى الشبع وتستحمل الحموضة
أو تأكل ما يصبرك على الوصول إلى شجرة التفاح



نلاحظ ان البدائل زادت وان الاحتمالات فى المخاطرة تدخلت فى تحديد القرار


ثمار الليمون و المليون دولار

أمامك شجرة تفاح وشجرة ليمون وأنت شبعان أصلا
عرض عليك مليون دولار فى مقابل أن تأكل أكثر كمية من الليمون دون أن تقترب من التفاح ( الذي تحبه(
هل ستأكل الليمون أم لا وهل ستترك التفاح أم لا

الخلاصة


نجد فى كل المراحل انك تحركك دوافع واتجاهات مثل الجوع و العطش ومثل إحراجك من صديقك ومثل الحاجة للمال
تحركك الحاجة إلى إشباع رغبتك فيها أما عن طريق أكل الليمون وعدم إحراج صديقك أو حاجتك إلى الطعام والشراب وعدم توفر بديل إلا هو
كما انه تحركك الحاجة وتدفعك إلى المخاطرة بانتظار الوصول إلى شجرة التفاح

فالحاجات هي المحرك الرئيسي للإنسان وإدراكها هو 50 % من طريق حلها أو تغير هذه الحاجة
والدوافع التي تؤثر على حاجاته موجودة حوله فى الحياة
والإنسان مطالب بـ المخاطرة أو التفكير ودراسة البدائل المتاحة والاعتماد على ذلك فى اتخاذ القرار
كما أن الإنسان الذي يحركه دافع معين يجعله يقدم تنازل معين فى مقابل الحصول على الهدف الذي يسمو إليه مثل الاضطرار إلى تناول الليمون مقابل مليون دولار

فأنت مطالب فى هذه الحياة أن تدرس بدائلك بذكاء وتفكر فى العواقب والجوائز وتوازن بينها للوصول إلى أهدافك
كما عليك أن تتعلم إعطاء الحوافز لنفسك عند القدرة على ذلك فرغبتك فى الحصول على المال بالتأكيد دافع قوى لجعلك تخاطر وتأكل الليمون وهو حامض

اى انك مع الحافز قد تحققك معظم أهدافك

ويختتم الكاتب الكتاب بالقول أن هناك الكثير من الثوابت التي وضعها الإنسان فى طريقه على أنها ثوابت إلا أنها وفى موقف ما قد تتغير وتزول عنها صفة الثبات فقط لو نظرت لها من منظور أخر ووفقا لإدراكنا لكنهها ووفق اتساع مداركنا للإحاطة بالوافد الجديد من الأفكار وحجم الحرية والمفاضلة التي نهبها
أتمنى أن أكون قد قلت ما قل ودل


تلخيص /محمود شلاطة