الخميس، 18 ديسمبر 2008

التسليح العربى وموازين القوى



http://www.airssforum.com/showthread.php?p=181849#post181849

المعهد العربى للدراسات الاستراتيجية

التسليح العربى وموازين القوى

تنامى الى الأفاق أنباء إتمام الصفقة الخاصة ببيع القاذفة F35 الى اسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية بعدد 25 قاذفة مع تزويد إسرائيل برادار متطور يستطيع مسح السماء الاسرائيلية وعلى امتداد 2000 كم والمتوقع زرعه فى صحراء النقب ويقوم على استخدامه وتدريب الجنود عليه خبراء أمريكيون فى واقعة لم تتكرر كثيرا


وكعادة إسرائيل تسعى الى الإحتفاظ بكوكتيل من الأنظمة الهجومية والدفاعية الموجوده فى العالم سواء من الولايات المتحدة أو من دول أوربية والصين فى صفقات رسمية أو سرية او عن طريق سرقتها أ وتطويرها وعن طريق علمائها الذين فردت لهم ميزانية خاصة كل عام للتطوير والبحث واستحداث كل ما هو جديد كـ أريحا 1 & أريحا 2 & بوب أي التوربيني

فمن الجلي في موازين القوى حصول القوات الإسرائيلية على أسلحة من شتى دول العالم فى تفاوت ماهر لتسبق به التسليح العربى فى المنطقة على وجه الخصوص مع عدم تناسب واضح بين مساحة الأرض وحجم الترسانة التي تقوم على حمايتها حتى وان لم يثبت ذلك فى حرب الـ33 يوما فهذا لسببين أولهما أن إسرائيل كانت تحارب جيش غير نظامي (أشباح ) والثانى أنها تعد العدة للمعارك التكنولوجية الخاطفة فملكت الأسلحة التي تدمر مدن وجيوش نظامية ولم تتوقع أن تنجر إلى حرب برية ولذا فهي تتفادى هذا الخطأ الآن بالخطة تيفن. كما أنها سارعت بالتوسع فى الإنفاق الحكومي على وزارة الدفاع كما أبرمت العديد من الصفقات مع الحكومة الأمريكية مع السداد الطويل الأجل

فمرورا بالغواصات الأخيرة التى وهبتها لها ألمانيا والقنابل العنقودية الذكية من الولايات المتحدة أو التى طورتها هى او المنح الفرنسية ناهيك عن الترسانة النووية الوحيدة الجاهزة للاطلاق فى الشرق الأوسط كل هذا بالإضافة الى مقاتلات F22 &F16I & F15 I وعدد ألف قنبلة ذكية من نوع GBU-39

فماذا عن المقارنة بالجانب العربى ؟؟؟

سباق التسليح لديه لا يعدو كونه ضخ كميات من الأسلحة عديمة الفائده الى الدول العربية سواء من الولايات المتحدة او من فرنسا او الصين مع ثبات نسبى فى تطوير الترسانة الحالية إما لنقص خبرة وعلم أو نقص أموال ومن الطبيعي أن لا احد سيمنحك الأسلحة المتطورة بلا أهداف استرتيجية له بالمنطقة

وان كانت الولايات المتحدة قد منحت اسرائيل المقاتلة F35 المقرر لها ان تدخل السلاح الجوى الامريكى فى 2014 فى مقابل أن تغض إسرائيل الطرف(اللوبي الصهيوني بالكونجرس ) عن صفقة أسلحة للسعودية والامارت فما هو المدى الذى من الممكن أن تمنحه امريكا لدولة عربية وما المقابل إن حدث ذلك؟

و هل تغنى الترسانة العربية فى مقابل الترسانة الاسرائيلية ام ان ميزان التسليح الاقليمى يشير الى رجوح كفة عن كفة ؟

واذا كانت اسرائيل تجيد الضغط على امريكا فالى اى مدى توافق امريكا على جعل الدول العربية يمتلكون السلاح المتقدم ومنهم الكثير ان لم نقل جميعهم يستخدم السلاح الامريكى بل ان من دول الخليج العربى ما تدين له الولايات المتحده بالكثير من عوائد النفط .

ام ان الحساب فى هذه المسالة يتجاوز مسألة النقد والعملة وحتى اذا كان جورج بوش يفاوض الكونجرس لبيع العرب أسلحة بـ 20مليار دولار وفرنسا تحاول بيع ليبيا أسلحة بـ400 مليون دولار وروسيا تجاهد لابرام صفقة مع الجزائر وايران اليست هذه دعوات لتكديس الأسلحة ونزف موارد الدول العربية و جرها الى تعديل موازنة التسليح لتنال من موازنات التعليم والبحث العلمى

لاشك ان هناك الكثير من الدعايا للترسانة الاسرائيلية والتى تحرص على اشاعتها لبث روح اليأس الداخلى بين الشعوب العربية والجزء الاخر لدفع الدول العربية على السعى وراء التسليح منفقة بذلك الكثير من المال على التسليح و دافعة لها الى تقليص موازناتها الاخرى من تنمية وخلافه

لكن على الدول العربية عدم الوقوع فى هذه الفخاخ والتروى والحكمة بين امتلاك اسلحة كافية لادارة المعارك و الحماية من أي اعتداء خارجي وبين تنمية واذدهار من بحث علمى وخلافه فلا تميل كل الميل على جهة وتترك الأخرى ولا مانع من وجود أي سلاح طالما انه فى نطاق حماية وأمن الدول العربية كما إن سلاحها الأقوى هو التطوير العلمي بها فهذا ادعى إلى الأمن الحقيقي كما انه على الدول الحرص على رفع الروح المعنوية لشعوبها بلا كذب او ايهام عن طريق الاساليب الفعلية لان الحرب النفسية بلغت أوجها في الفترة الأخيرة . وهذا دعي الكثيرون إلى تصديق كامل لما يقال دون وعى أو حكمة .

بقلم / محمود شلاطة

mahmoud_shalata@yahoo.com